الجمعة، 19 أكتوبر 2012

تريستان تزارا... من بيان (دادا) إلى مراثي القرن الفاجع



المستقبل 14/10/2012

نقلت عن الفرنسية


(الى بيسان، عروس برلين القابونية)

[بيان

دادا هو جرثومة بكر

دادا يناهض غلاء المعيشة

دادا

شركة مغفلة تستثمر الافكار

لدادا 391 حالاً ولوناً بحسب جنس الرئيس

يتغير - يوجب يقول النقيض في الوقت الواحد غير آبه يصرخ-

يصطاد السمك بالصنارة

دادا هو حرباء التغير العاجل والمغرض.

(1917)

[شق جدار

شطر من جدار فيه شق

سألت نفسي

اليوم لماذا

لم تشنق نفسها

ليا الشقراء جداً

بحبلٍ...

(1917)

[موت أبولينير

لا نعلم شيئاً

لم نكن خبرنا شيئاً من الألم

فصلِ البرد المر (...)

لو أن العصافير كانت بيننا فتمارت

في البحيرة الساكنة فوق رؤوسنا

لوسعنا أن نفهم

لكان الموت رحلةً جميلة طويلة

عطلةَ الجسد المرسلة من الهياكل والعظام

(...)

الكلامُ وحده نور

في عالم ظلمات مقيم

الظلمة مثمرة إذا كان النور أبيض وصافياً فيعمي أقرباءنا.

(1918)

[ماء برية

أسنان العين الجائعة

يكسوها رغاء الحرير

تستقبل المطر

السنةَ كلها

الماءُ العارية

تظلل عرق جبهة الليل

العين أسيرة في المثلث.

(1920)

[مثلكم

حدقوا فيّ! إنني أبله، محتال، وبطّال. حدقوا فيّ! أنا قبيح، ووجهي

من غير عبارة، ولا معنى ضئيل. أنا مثلكم جميعاً!

(1920)

[قفل الحاجبين

لا نبيذ ولا زمن وسعهما أن يرسِّبا

في قعر البرميل التعاسةَ القديمة

ضعفٌ متقلب أيُّ ريح وسعها

هزَّ قِفل الحاجبين بعد لأي

الشباك الموصد على الرؤى القديمة

الانتظارُ من غير كلمات يؤثث عشه في العينين.

(1932)

[نُطف أبواب موشحة

(وأنتَ)

تُزف الى جموع المتمردين العريضة، وتُدحى في تكأكؤ

الاشياء العام، وتُرمى الى الساعين في الهموم الثقيلة

والأعقاب الانسانية المصبَّرة والمنقطعة الى نفسها

والمواطئة أهل الحسد ترى الى نفسك وأنت تردد

الحركات اليومية في فسحة الاغصان المرنة الضيقة

(...). وعلى جاري ضعف معتاد، سوف يقال في

يوم تمرد وثورة أن العيون المرجوة خلت من فرح

البشر. والبشر والفرح، أردت على الدوام مخالطتهما

، والاستعاضة عن الذوبان الكاسر الموعود والثاوي

بعد حياً في قاع الحكايات المتبقي، بين نُطف البرد

والابواب الموشحة بالطفولات.

(1940)

[ماء الخناجر

تلسع الريحَ، تغوص بأيدي الهمس

في ماء خناجر الضحك النيئة

وكيف لا تضحك من تفكرها من قبل

تبكي أنها لم تُفْضَ حية

في جسد شراب النور (...)

هو إعصار يعصى الوصف يقتات منه بحر زجاج النوافذ.

(1945)

[فمٌ ظاعن

كسرتُ جوزة الذكرى

والصورةُ هربت مني

سنجاباً مستحياً

يقفز لا يلوي من شباك الى شباك

حيث يطل فم ظاعن

وهربُ الشفاه الضاحك.

(1946)

[رامبو

رامبو أو الطفولة التي توسلت العبارة بآلات

انتهكت مادتها. طفولة الرجولة، الحرية

من غير ثقل ولا معيار، الطفولة القريبة

من الموت في ابتدائه وآخره، المغامرة

على الاوجه كلها، الطفولة على مقربة

من الأشياء، البغية، الطفولة في حدِّها

الاشياء، في غرة افتتانها بها، والطفولة

في اختمار ثوائها الحميم والمتدرج.

وغاشية الخشية من نهايتها العضوية

آن لا يؤبه بها ويُنصرف عنها.

(1946)

[قطيع الضباب

أسمع صخبَ الدم الطالعَ

وراء جدار الذاكرات

هجمة قطيعَ الضباب المنقشع

توهجَ الزمن

وابتسامَ الرجلِ المتألقَ حولنا

ساعةَ الظهيرة

لتردد الأجراسُ بعدُ

حنان معزاة وليدة

(1950)

[قصور في اسبانيا

موت كثير خشيناه على طريق اصطباراتنا (...)

هذه ليست قصوراً في اسبانيا

ينتزعها الاطفال من سلطان المنحدرات

ولكنها عظام لصيقة بتربة اسبانيا

المبكرة والقائمة محل وجع الامهات.

(1953)

[تخومنا المراهقة

في ضباب الازمنة البعيدة يوم كان الشعر أنيسَ

دربنا، والعبارةَ قبل معرفة الكلام الذي تقوم به

بنيته، لم يكن شيء يخالف الآتي المدهش الذي

كنا نعد عدته في عالم تحده مراهقة تخومنا حداً

صارماً. وحماسة السنين المتعتعة كلها رفعناها،

آلاء عجيبة، على ذرى أصواتنا. وفي سبيل بلوغ

نواتها النارية، لم نتخلف عن همز الأجراس التي

آذنت، من كل حدب وصوب، بقدوم الآتي العظيم.

(1955)

[شرك الايام الجسام

ريح البحر ضرير الأيدي

صوت جليد الارض في الكفوف

المحراث قبل الثور

وحياتي لمن شاءها

ألم أرصد جذر

المرء في شرك الأيام الجسام

وأسفح في رهان الكلمات

وجهي وتعبي.

(1960)

[حياة رخيصة

أنام متأخراً. انتحر 65 في المئة. حياتي رخيصة

جداً، فهي ليست إلا 30 في المئة من الحياة.

حياتي تبلغ 30 في المئة من الحياة. تنقصها أذرع

وقطع حبل وبعض الأزرار.

(1960)

[صحيح النوم

الثمار المتداعية

الجدران الممزقة

الثلج الميت

الساعات المدنسة

الخطوات المقفلة

قطعت الطرق

عار الحياة

يملأ العيون



المواقد المطفأة

الضحك من غير أسنان

الساحات المسحوقة

الشيخوخة المضطهدة

المُشرحة في النار

البؤس كله

الدوس هذا

الخيل المبقورة

في مضمار الرؤوس

الشبابيك المسروقة

والبيوت المفتوحة

الأولاد في الخارج

الأقوال من قش

الحقيقة الوحيدة

فراش مجوف

للحؤول دون النوم

دون الضحك دون الحلم

البرد في الاحشاء

السيف في الثلج

يحرق الزلعوم

ماذا فعلتم ماذا فعلتم

بالأيدي الحارة حناناً

هل أضعتم السماء

في الرأس بين ظهراني العالم

في الحَجَر في الريح

الصداقة والابتسامة

مثل كلاب شاردة

مثل كلاب

(1960)

[المتنصل خفية

السيرك يدور على نفسه

يتحول غباراً

مطيته الريح

الوقت على أهبة

المُدى في جيوبنا

قد تكون لها أجنحة

وتبلغ الكافر

غير أن الملائكة تركت

العالم المكتظ هذا

مداسات الأحذية على الارض

والقلوب في الأفران

حفظنا عن ظهر قلب

صرامة آداب التهذيب

أناقة الدوائر العليا

وافتضاح أحوال الغيبة

أو الموت يظهر عارياً

يبث تدريجاً

أخدار اغتيالات

ورود الذاكرة بأناملها الصوفية

الرغبات تروح في أثرنا

كلاباً سلوقية عاقلة

مسافاتها مصنوعة من دموع

الشوك على طية السترة

والعصا الى جنبنا

الى كل خطوة طاحون

الصدرُ

القولُ على طرف الشفاه

النظرات على شاكلة زاروب مسدود

والقلب قاس في متناول اليد

لأجل أفراح الغد

إنه الربيع الربيع

البيضة الجديدة البارقة.

(1960)



http://www.almustaqbal.com/Nawafez.aspx?pageid=81965

ليست هناك تعليقات: